الأحد، 23 أغسطس 2009

الحفيظ جل في علاه

قال الله تعالى: ( إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) سورة هود - اّية (57)

للحفيظ معنيان:

× المعنى الاول: أنه قد حفظ على عباده ما ععملوه من خير و شر و طاعة و معصية, فإن علمه محيط بجميع أعمالهم ظاهرها
و باطنها, و قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ, و وكل بالعباد ملائكة كراماً كاتبين "يعلمون ما تفعلون", فهذا المعنى من حفظه
يقتضي إحاطة علم الله بأحوال العباد كلها ظاهرها و باطنها و كتابتها في اللوح المحفو و في الصحف التي في ايدي الملائكة, و
علمه بمقاديرها, و كمالها, و نقصها, و مقادير جزائها في الثواب و العقاب ثم مجازاته عليها بفضله و عدله.

× و المعنى الثاني: أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون, و حفظه لخلقة نوعان عام و خاص.

فالعام: حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها و يحفظ بنيتها, و تمشي الى هدايته و إلى مصالحها يأرشاده و هدايته العامة
التي قال عنها: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) سورة طه - اّية (50) أي هدى كل مخلوق إلى ما قدّر له و قضى
له من ضروراته و حاجاته, كالهداية للمأكل و المشرب و المنكح, و السعي في أسباب ذلك, و كدفعه عنهم أصناف المكاره و
المضارّ, و هذا يشترك فيه البّر و الفاجر بل الحيوانات و غيرها, فهو الذي يحفظ السموات و الارض أن تزولا, و يحفظ
الخلائق بنعمه, و قد وكل بلاّدمي حفظةً من الملائكة الكرام يحفونه من أمر الله, أي يدفعون عنه كل ما يضره مما هو بصدد أن
يضره لولا حفظ الله تعالى.

و أما الخاص: فهو حفظه الخاص لأوليائه سوى ما تقدم, يحفظهم عما يضر إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشبه و الفتن و
الشهوات, فيعافيهم منها و يخرجهم منها بسلامة و حفظ و عافية, و يحفظهم من اعدائهم من الجن و الإنس, فينصرهم عليهم و
يدفع عنهم كيدهم, قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) سورة الحج - اّية (38) و هذا عام في دفع جميع ما
يضرهم في دينهم و دنياهم, فعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه بلطفه, و في الحديث: "احفظ الله
يحفظك" أخرجه الترميذي (4/667) و صححه الألباني في صحيح الجامع (6/300) أي احفظ أوامره بالامتثال, و نواهيه بالاحتناب, و حدوده بعدم تعديّها, يحفظك في نفسك, و دينك, و مالك, و ولدك, و في جميع ما اّتاك الله من فضله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق