الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

الرحمن, الرحيم, الكريم, الأكرم, الرءوف - جل في علاه

قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سورة الفاتحة - الآية (1-2).
و قال تعالى: (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) سورة النمل - آية (40).
و قال سبحانه: ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) سورة اّل عمران - آية (30).

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: الرحمن, الرحيم, و البر, الكريم, الجواد, الروءف, الوهاب - هذه الاسماء تتقارب معانيها, و تدل كلها على اتصاف الرب, بالرحمة, و البر, و الجود, و الكرم, و على سعة رحمته و مواهبه التي عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. و خص المؤمنين منها, بالنصيب الأوفر, و الحظ الأكمل, قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) سورة الاعراف - الآية (156). و النعم و الإحسان, كله من اّثار رحمته, وجوده, و كرمه. و خيرات الدنيا و الاّخرة, كلها من آثار رحمته.

و قال ابن تيمية رحمه الله في تفسير قوله تعالى (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) سمى و وصف نفسه بالكرم, و بأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين و يوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) فالخلق يتضمن الإبتداء و الكرم تضمن الانتهاء. كما في سورة الفاتحة (رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم قال (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) و لفظ الكرم جامع للمحاسن و المحامد لا يراد به مجرد الإعطاء من تمام معناه, فإن الإحسان إل الغير تمام و المحاسن و الكرم كثرة الخير و يسرته. . و الله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل و التعريف لها. فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف ما لو قال "و ربك أكرم" فإنه لا يدل على الحصر. و قوله (الْأَكْرَمُ) يدل على الحصر و لم يقل " الأكرم من كذا" بل أطلق الاسم, ليبين أنه الأكرم مطلقاً غير مقيد فدل على انه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه و لا نقص فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق