الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الملِكٌ, المليكُ, مالك الملكُ - جل في علاه

قال الله تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) سورة المؤمنون - آية 116.
و قال تعالى: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) سورة القمر - آية 55.
و قال عز وجل: (قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة آل عمران - آية 26.

فهو الموصوف, بصفة الملك. و هي صفات العظمة و الكبرياء, و القهر و التدبر, الذي له التصرف المطلق, في الخلق, و الأمر, و الجزاء.
و له جميع العالم, العلوي و السفلي, كلهم عبيد و مماليك, و مضطرون اليه.

فهو الرب الحق, الملك الحق, الإله الحق, خلقهم بربوبيته, و قهرهم بملكه, و استعبدهم بإلاهيته.

و تأمل هذه الجلالة و هذه العظمة التي تضمنتها هذه الالفاظ الثلاثة على أبدع نظام, و أحسن سياق:
(رب الناس) (ملك الناس) (اله الناس)
و قد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الايمان و تضمنت معاني أسمائه الحسنى.

فـ(الرب):
هو القادر, الخالق, البارئ, المصور, الحي, القيوم, العليم, السميع, البصير, المحسن, المنعم, الجواد, المعطي, المانع, الضار, النافع, المقدم, المؤخر, الذي يضل من يشاء, و يهدي من يشاء, و يسعد من يشاء, و شقي و يعز من يشاء, و يذل من يشاء, إلى غر ذلك من معاني ربوبيته التي منها ما ستحقه من الاسماء الحسنى.

و اما (الملك):
فهو الامر, الناهي, المعز, المذل, الذي يُصرّف أمور عباده كما يحب, و يقلبهم كما يشاء, و له من معنى الملك ما يستحقه من الاسماء الحسنى كالعزيز, الجبار, المتكبر, الحكم, العدل, الخافض, الرافع, المعز, المذل, العظيم, الجلل, الكبير, الحسيب, المجيد, الولي, المتعالي, مالك الملك, المقسط, الجامع, الى غير ذلك من الاسماء العائدة إلى الملك.

و أما (الإله):
فهو الجامع لجميع صفات الكمال و نعوت الجلال فيدخل في الأسم جميع الاسماء الحسنى و لهذا كان القول الصحيح إن الله اصله الإله كما هو قول سيبويه و جمهور إصحابه إلا من شذ منهم و إن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الاسماء الحسنى و الصفات العلى فقد تضمنت هذه الاسماء الثلاثة جميع معاني اسمائه الحسنى فكان المستعيذ بهل جديراً بأن يعاذ, و يحفظ, و منع من الوسواس الخناس و لا يسلط عليه.

و إذا كان وحده ربنا, و ملكنا, و إلهنا, فلا مفزع لنا في الشدائد سواه, و لا ملجأ لنا منه إلا إليه, و لا معبود لنا غيره ينبغي أن يُدعى, و لا يٌخاف, و لا يُرجى, و لا يُحب سواه, و لا يذل لغيره, و لا يخضع لسواه, و لا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه, و تخافه, و تدعوه, و تتوكل عليه إما أن يكون مربيك و القيم بأمورك و متولي شأنك و هو ربك فلا رب سواه, أو تكون مملوكه و عبده الحق فهو ملك الناس حقا و كلهم عبيده و مماليكه, أو يكون معبودك و إلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك, و روحك, و هو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم, و ملكهم, و إلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره, و لا يستنصروا بسواه, و لا يلجؤا إلى غير حماه فهو كافيهم, و حسبهم, و ناصرهم, و وليهم, و متولى أمورهم جميعاً بربوبيته, و ملكه, و إلاهيته لهم. فكيف لا يلتجئ العبد عند النوازل و نزول عدوه به إلى ربه, و مالكه, و إلهه.

* فكيف و هو (الملك), مالك الملك, ملكهم ..
إذا دعوه بأسمه (الملك) لا يستجيب لهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق