الاثنين، 15 فبراير 2010

الكافي - جل في علاه

قال الله تعالى: (أليس الله بكافٍ عبده) سورة الزمر - الآية (36).

فهو سبحانة الكافي عباده جميع ما يحتاجون و يضطرون إليه. الكافي كفاية خاصة, من آمن به, و توكل عليه, و استمد منه حوائج دينه و دنياه.

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الملِكٌ, المليكُ, مالك الملكُ - جل في علاه

قال الله تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) سورة المؤمنون - آية 116.
و قال تعالى: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) سورة القمر - آية 55.
و قال عز وجل: (قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة آل عمران - آية 26.

فهو الموصوف, بصفة الملك. و هي صفات العظمة و الكبرياء, و القهر و التدبر, الذي له التصرف المطلق, في الخلق, و الأمر, و الجزاء.
و له جميع العالم, العلوي و السفلي, كلهم عبيد و مماليك, و مضطرون اليه.

فهو الرب الحق, الملك الحق, الإله الحق, خلقهم بربوبيته, و قهرهم بملكه, و استعبدهم بإلاهيته.

و تأمل هذه الجلالة و هذه العظمة التي تضمنتها هذه الالفاظ الثلاثة على أبدع نظام, و أحسن سياق:
(رب الناس) (ملك الناس) (اله الناس)
و قد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الايمان و تضمنت معاني أسمائه الحسنى.

فـ(الرب):
هو القادر, الخالق, البارئ, المصور, الحي, القيوم, العليم, السميع, البصير, المحسن, المنعم, الجواد, المعطي, المانع, الضار, النافع, المقدم, المؤخر, الذي يضل من يشاء, و يهدي من يشاء, و يسعد من يشاء, و شقي و يعز من يشاء, و يذل من يشاء, إلى غر ذلك من معاني ربوبيته التي منها ما ستحقه من الاسماء الحسنى.

و اما (الملك):
فهو الامر, الناهي, المعز, المذل, الذي يُصرّف أمور عباده كما يحب, و يقلبهم كما يشاء, و له من معنى الملك ما يستحقه من الاسماء الحسنى كالعزيز, الجبار, المتكبر, الحكم, العدل, الخافض, الرافع, المعز, المذل, العظيم, الجلل, الكبير, الحسيب, المجيد, الولي, المتعالي, مالك الملك, المقسط, الجامع, الى غير ذلك من الاسماء العائدة إلى الملك.

و أما (الإله):
فهو الجامع لجميع صفات الكمال و نعوت الجلال فيدخل في الأسم جميع الاسماء الحسنى و لهذا كان القول الصحيح إن الله اصله الإله كما هو قول سيبويه و جمهور إصحابه إلا من شذ منهم و إن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الاسماء الحسنى و الصفات العلى فقد تضمنت هذه الاسماء الثلاثة جميع معاني اسمائه الحسنى فكان المستعيذ بهل جديراً بأن يعاذ, و يحفظ, و منع من الوسواس الخناس و لا يسلط عليه.

و إذا كان وحده ربنا, و ملكنا, و إلهنا, فلا مفزع لنا في الشدائد سواه, و لا ملجأ لنا منه إلا إليه, و لا معبود لنا غيره ينبغي أن يُدعى, و لا يٌخاف, و لا يُرجى, و لا يُحب سواه, و لا يذل لغيره, و لا يخضع لسواه, و لا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه, و تخافه, و تدعوه, و تتوكل عليه إما أن يكون مربيك و القيم بأمورك و متولي شأنك و هو ربك فلا رب سواه, أو تكون مملوكه و عبده الحق فهو ملك الناس حقا و كلهم عبيده و مماليكه, أو يكون معبودك و إلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك, و روحك, و هو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم, و ملكهم, و إلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره, و لا يستنصروا بسواه, و لا يلجؤا إلى غير حماه فهو كافيهم, و حسبهم, و ناصرهم, و وليهم, و متولى أمورهم جميعاً بربوبيته, و ملكه, و إلاهيته لهم. فكيف لا يلتجئ العبد عند النوازل و نزول عدوه به إلى ربه, و مالكه, و إلهه.

* فكيف و هو (الملك), مالك الملك, ملكهم ..
إذا دعوه بأسمه (الملك) لا يستجيب لهم!

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

الرحمن, الرحيم, الكريم, الأكرم, الرءوف - جل في علاه

قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سورة الفاتحة - الآية (1-2).
و قال تعالى: (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) سورة النمل - آية (40).
و قال سبحانه: ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) سورة اّل عمران - آية (30).

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: الرحمن, الرحيم, و البر, الكريم, الجواد, الروءف, الوهاب - هذه الاسماء تتقارب معانيها, و تدل كلها على اتصاف الرب, بالرحمة, و البر, و الجود, و الكرم, و على سعة رحمته و مواهبه التي عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته. و خص المؤمنين منها, بالنصيب الأوفر, و الحظ الأكمل, قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) سورة الاعراف - الآية (156). و النعم و الإحسان, كله من اّثار رحمته, وجوده, و كرمه. و خيرات الدنيا و الاّخرة, كلها من آثار رحمته.

و قال ابن تيمية رحمه الله في تفسير قوله تعالى (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) سمى و وصف نفسه بالكرم, و بأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين و يوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) فالخلق يتضمن الإبتداء و الكرم تضمن الانتهاء. كما في سورة الفاتحة (رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم قال (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) و لفظ الكرم جامع للمحاسن و المحامد لا يراد به مجرد الإعطاء من تمام معناه, فإن الإحسان إل الغير تمام و المحاسن و الكرم كثرة الخير و يسرته. . و الله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل و التعريف لها. فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف ما لو قال "و ربك أكرم" فإنه لا يدل على الحصر. و قوله (الْأَكْرَمُ) يدل على الحصر و لم يقل " الأكرم من كذا" بل أطلق الاسم, ليبين أنه الأكرم مطلقاً غير مقيد فدل على انه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه و لا نقص فيه.

الاثنين، 31 أغسطس 2009

الرقيب - جل في علاه

المطلع على ما أكنته الصدور, القائم على كل نفس بما كسبت.
قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) سورة النساء - الاّية (1).
و الرقيب هو سبحانه الذي حفظ المخلوقات و أجراها, على أحسن نظام و أكمل تدبير.

الرب - جل في علاه

قال الله تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) سورة الانعام - اّية (164).

هو الممربي جميع عباه, بالتدبر, و أصناف النعم. و أخص من هذا, تربيته لأصفيائه, بإصلاح قلوبهم, و أرواحهم و أخلاقهم.
و لهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل, لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.

الأحد، 30 أغسطس 2009

الجبّار - جل في علاه

قال الله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ) سورة الحشر - اّية (23).

للجبار ثلاث معاني:

المعنى الأول:
هو الذي يجبر الضعيف و كل قلب منكير لأجله, فيجبر الكسير, و يغني الفقير, و ييسر على المعسر كل عسير, و يجبر المصاب بتوفيقه للثبات و الصبر و يعوضه على مصابه أعظم الاجر إذا قام بواجبه, و يجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته و جلاله, و قلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته و أصناف المعارف و الأحوال الإيمانية, فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب و إذا دعا الداعي, فقال"اللهم اجبرني" فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد و دفع جميع المكاره عنه.

المعنى الثاني:
أنه القهار لكل شيء, الذي دان له كل شيء, و خضع له كل شيء.

المعنى الثالث:
أنه العلي على كل شيء.فصار الجبّار متضمناً لمعنى الرؤوف القهار العليَ.

و كذلك قد يراد به معنى رابع و هو المتكبر عن كل سوء و نقص, و عن مماثلة أحد, و عن أن يكون له كفؤ أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه و حقوقه.

الجمعة، 28 أغسطس 2009

الحليم - جل في علاه

قال الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) سورة البقرة - اّية (235).

الذي يدر على خلقه, النعم الظاهرة و الباطنة, مع معاصيهم و كثرة زلاتهم, فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم.

و يستعتبهم كي يتوبوا, و يمهلهم كي ينيبوا. و هو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر و الفسوق, و العصيان حيث أمهلهم و لم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا و لو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم, فإن الذنوب تقتضي ترتب اّثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة و لكن حلمه سبحانه هو الذي يقتضي إمهالهم كما قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) سورة فاطر - اّية (45) و قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) سورة النحل - اّية (61).